الناجح يرفع إيده...

فى بلدنا الجميلة .. ما بنعرفش للنجاح معنى غير فى الدراسة.. يعنى بنقول انا نجحت السنة دى سواء فى المدرسة أو فى الكلية.. نجحت.
و حتى لما حد بيسقط حد بنقول ده عاد السنة.. يعنى ايه عاد السنه ؟ يعنى السنه ما هى إلا الإمتحان ده و لو سقط فيه يبقى اعيد السنة كلها .. و ده معناه إن الإمتحان ده هو محور السنة .. هو الحاجة اللى بنقيم بيها نجاحنا أو فشلنا.. و طبعا الإمتحان ده مش أنا اللى حاطه ولا أنا اللى بأقيم نفسى فيه و لا باصحح لنفسى و لا و لا و لا ..
كل ده عادى جدا و مفيس فيه أى مشكلة ، الممشكلة بقى بتبدأ بعد التخرج.. مين اللى حيقيم ؟ مين اللى حيحدد ؟ مين اللى حيقوللى أنت نجحت و لا سقطت ؟ و اصلا مين اللى حيحط الإمتحان ؟ و حيحطه امتى و حيحطه فى إيه اصلا ؟ إيه المنهج ؟ اذاكر ايه ؟
اسئله كتير مالهاش اجابه عير إننا ما اتعودناش نقيم نفسنا و نعرف نقول احنا نجحنا ولا لأ و لو نجحنا فالتقدير أيه ؟
ممكن يبدو الموضوع تافه ، لكن أعتقد بالنسبة لحد مش عايز يعيش كده و خلاص زيه زى راكب القطر اللى مش ممكن ينزل و لا يرجع و لا يسرع و لا يبطأ .. ممكن يكون موضوع مهم.
ما اتعودناش نحدد هدفنا و ندى نفسنا مدة و نحط خطة لتنفيذه و نقيم مراحل التقدم و مدى جدواها .. حتى لو نظريا نعرف الكلام ده لكن عمليا مس بنعرف نعمله.
يعنى مثلا انا مبسوط ولا لأ ؟ و لو لأ ليه ؟ بحب الشغل و لا لأ و ليه ؟ و أيه اللى مش عاجبنى ؟ و أنا اصلا باشتغل ليه ؟ عشان استمتع و لا عشان أكسب ؟ و لا عشان الناس اللى معايا ؟ و لا عشان لازم أشتغل و خلاص ؟ أعتقد بأختلاف الهدف حيختلف التقييم اللى اصلا احنا مش بنعمله ، عشان ببساطة احنا عشنا سنين بنقيم السنة بتاعتنا بكلمة مش احنا اللى كتبناها و بنحدد بيها مدى نجاحنا خلال سنة كاملة حتى من غير ما بنفكر فى مدى صحة النتيجة دى و استحقاقنا ليها.