من الذى قام بالثورة ؟

الثورة يفجرها حالم و يقودها مجنون و يرثها الإنتهازيون..جيفارا
هكذا تكلم جيفارا عن الثورة..و يبدو أن ما يحدث فى مصر هو نفسه ما حدث فى ثورات الدول الاخرى حول العالم. حيث من يبدأ دائما الثورة يكون حالما ، نبيلا ، لايبحث من مصالحه الشخصية و يتسم بالطيبة و التى يعتبرها الإنتهازيون سذاجة.
بدأ الثورة شباب واعى و مثقف و يريد الخير لبلده و فقط.أنضم لهم كثيرين و تعددت اسباب انضمامهم
هناك من أقتنع بالقضية و قرر المشاركة و تحمس لأنه رأى انه لن يكون مجنونا أو غريبا فاجميع فى الشارع
هناك من تعرض لظلم و بطش و شارك بدافع الأنتقام
هناك من شارك بحثا عن مصلحة شخصية له أو لمؤسسة يتبعها
و اخيرا هناك من شارك و هو لا يعرف فيما يشارك و لا من يشارك ولا ما نتيجة مشاركتة ولا ولا ولا و للأسف هؤلاء هم ما كانوا يسموهم الاغلبية الصامتة و التى قررت أن تتكلم ... و لم لا فالجميع يتكلم ." mahi zeta ba2a ya 3am"
 لم يختلف كل هؤلاء سويا. و لم الإختلاف؟ فالهدف مشترك. لذا لم يكن هناك تحرش و سب و لا شتم و لا هدم كنائس و لا فتنة و أى شيىء يعكر صفو و جمال هذه الوحدة.
و لكن للأسف ظن المتفائلون أننا تغيرنا و أننا أصبحنا نحب بعض و أننا أصبحنا من الشعوب المتحضرة و ساعد على هذا أيضا ظواهر مثل تنظيف الشوارع و دهن الأرصفة إلى اخره و لكن للأسف كان هذا تغيير شكلى فقط.
من وجهة نظري ، قرر الحالمون أن يستمروا فى الحلم ، حلم بناء المدينة الفاضلة ، و رأينا الملصقات مكتوب عليها 
من النهارده دى بلدنا .. ما تدفعش رشوة .. ما تزورش ورقة.... إلى اخره من الطيبة و حسن النية و السذاجة.
و تركوا الساحة للإنتهازيين الذين استغلوا الأغلبية الصامتة التى فجأة و بدوم مقدمات احسوا بأهميتهم و بقوتهم . فوجهوهم ببراعة و اقنعوهم أنهم من يقررون مصيرهم و أن عصر الازدهار قادم.
فالتحول من أنك شخص ليس لك أى اهمية إلى شخص مهم و مؤثر فجأة بالتأكيد له تبعات ضخمة و هو ما يشكل تربة خصبة للعبث و اللعب فى الدماغ.


فى النهاية أتمنى أن أكون متشائم و مخطيء و أتمنى ان تكذب مقولة سمعتها تقول
ثورة شعب جاهل أسوأمن بطش حاكم ظالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق